المديرة صاحب الموقع
عدد الرسائل : 1243 . : دعاء : تاريخ التسجيل : 18/05/2008
| موضوع: الفتوحات الإسلامية في المغرب العربي السبت يناير 17, 2009 8:58 pm | |
| الفتوحات الإسلامية في المغرب العربي:بدأ الفتح الإسلامي الرسمي للمغرب الأقصى في الحملة السادسة التي قادها عقبة بن نافع سنة61هـ/680م، في عهد يزيد بن معاوية الخليفة الأموي الثاني، و بهذه الحملة انتهت مرحلة المحاولات الأولى لفتح المغرب،وأطل دور الفتح الشامل الذي لم يتوقف حتى أصبح المغرب إلى ساحل المحيط الأطلسي جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإسلامية.. 1 - بداية الفتح 2 - حملة زهير بن قيس والقضاء على كسيلة 3 - حملة حسان بن النعمان 4 - ولاية موسى بن نصير(85-95 هجرية/704-714م) 5 - فترة المخاض: عصر الولاة 1 - بداية الفتح
جاء في كتاب الاستقصا: "لما توفي معاوية بن أبي سفيان وولي بعده ابنه يزيد بعث عقبة واليا على المغرب فقدمه في التاريخ المتقدم، واعتقل أبا المهاجر وخرب مدينته .. فكان عقبة أول أمير المسلمين وطئت خيله المغرب الأقصى"(1).في الجانب المقابل، عقد البيزنطيون حلفا جديدا مع البربر لإعاقة زحف الجيش الإسلامي، لكن بسالة الفاتحين بقيادة عقبة بن نافع ووقوفهم في وجه هؤلاء جعلت أهل هذه البلاد يقبلون على اعتناق الإسلام. وهكذا واصل عقبة الفتوحات إلى أن وصل إلى سبتة ثم طنجة مارّاً بمرتفعات الأطلس وتافلالت، ثم اندفع نحو الغرب مخترقا قبائل صنهاجة ثم سوس ليجد نفسه مواجها المحيط الأطلسي،حيث ردد قولته المشهورة: { اللهم إني لم أخرج بطرا ولا أشرا وأنك تعلم أني أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين.. وهو أن تعبد ولا يشرك بك..اللهم إن كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها في سبيلك}. وفي طريق عودة عقبة بن نافع،اشتبك معه كسيلة البربري في معركة فجائية حيث سقط شهيدا سنة(65 هـ /684 م). فأصيب الجيش على إثرها بنكسة كبيرة.2 - حملة زهير بن قيس والقضاء على كسيلة بعد أن ثبتت أركان خلافة عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، قرر أن يثأر وينتقم لعقبة، فانتدب لهذا الغرض زهير بن قيس البلوي قائدا للحملة الجديدة على المغرب،يقول الناصري في الاستقصاء: "زحف زهير إلى المغرب سنة تسع وستين في آلاف من المقاتلة.وجمع له كسيلة البرانس وسائر البربر ولقيه بممس من نواحي القيروان، واشتد القتال بين الفريقين ثم انهزمت البربر بعد حروب صعبة، وقتل كسيلة ووجوه من معه من البربر ومن لا يحصى من عامتهم.."(2).وهكذا خاض زهير بن قيس معركة فاصلة انتهت بمصرع كسيلة (سنة67هجرية/686م) وانهزام الأسطول البيزنطي وإجلائهم عن السواحل الإسلامية.3 - حملة حسان بن النعمان
اختار الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حسان بن النعمان ليقود الحملة الثامنة: (85 هجرية/ 692 - 704م) لقيادة جيش كبير لتكملة الفتح الإسلامي بالمغرب، إذ بلغ عدد الجيش أربعين ألف، فانقض على جبال الأوراس سنة (72 هجرية/695م)، ثم اقتحم قرطاجنة ليقضي فيها على الروم قضاء نهائيا سنة (82هـ/701م) فصفى حسابه مع القرطاجيين.
وكان من نتائج تلك المعارك التي قادها هذا الأخير أن استسلمت قبائل المغرب للجيش الإسلامي. لذلك اعتبرت هذه الحملة كآخر مظهر من مظاهر القضاء على المقاومة الفعلية للفتح العربي وتثبيت أقدام المسلمين نهائيا في المغرب الأقصى. هكذا أتم حسان بن النعمان الغساني فتح إفريقية والمغرب، واعتنق أغلبية البربر الإسلام تطوعا، ودخل العديد منهم في الجيش الإسلامي. فقضى حسان على كل ما من شأنه أن يزعزع استقرار الدولة الإسلامية ويهدد كيانها.4 - ولاية موسى بن نصير(85-95 هجرية/704-714م)
تم اختيار موسى بن نصير من الخليفة عبد العزيز بن مروان لولاية المغرب وتولي الفتوح فيه. وقد قام بمجهودات كبيرة احتفظت بها الذاكرة التاريخية من أجل ترسيخ دعائم الدولة الإسلامية وتثبيت أركانها. ثم إن الحملات السابقة كانت قد مهدت الطريق أمامه لذلك لم يجد صعوبة في إخضاع البربر. لما بلغ بجيوشه إلى الناحية الجنوبية من المغرب، وبالتحديد منطقة درعة، بعدها فكر في فتح الأندلس، وقد تمكن من الزحف نحو الأندلس سنة 92 رية711م بقيادة طارق بن زياد. وبانتهاء ولاية موسى بن نصير تنتهي فترة فتوح المغرب،ويبدأ عصر الولاة. حيث أصبح المغرب ولاية إسلامية، مثله مثل باقي البلدان في المشرق العربي كمصر والشام والعراق، وبدأ المسلمون تجربة الحكم فيه،
وهي تجربة طويلة حافلة بالمصاعب والمشاكل. ومما تنبغي الإشارة إليه أن الفتوحات الإسلامية في المغرب صاحبتها عمليات اختلاط بشري وديني وحضاري بعيدة المدى، فقد وضعت أثناءها بذور الشعب المغربي العربي المسلم وأرست قواعد المغرب العربي،وطويت في تاريخ المغرب صفحة لتبدأ صفحات.
وقد ظهرت حركة التعريب، وظهر رجال أسهموا في تسريع عملية التعريب لتسير في خطٍّ موازٍّّ مع إسلام هؤلاء واعتناقهم الدين الجديد، فامتزجت الأعراق، واختلطت الدماء بين البربر والعرب.. بل إن الثورة البربرية الكبرى نفسها،ابتداء من (122هـ/740م)، كانت مظهرا من مظاهر نجاح عملية الإسلام والتعريب، فقد قام بها عرب وبربر مستعربون مسلمون وقفوا جميعا في وجه ما تصوروا أنه انحراف عن الخط الإسلامي القويم.
وتلك نتيجة لم يصل إليها العرب بهذه السرعة التي نجدها في المغرب.(3) من هذا المنطلق اعتبرت فترة الفتوح الإسلامية في المغرب في كثير من الدراسات التاريخية عصرا قائما بذاته، عصر حروب وصراع واختلاط بشري وتغير حضاري بعيد المدى يعتبر من أهم عصور تاريخ المغرب وأبعدها أثرا وأشدها حسما. وعندما ينتهي عصر الفتوح ويبدأ عصر الولاة الذي سيكون بدوره عصر ميلاد الشعب المغربي العربي المسلم، بالرغم من كل الصراعات والتقلبات التي شهدها في هذا المنعطف التاريخي.5- فترة المخاض: عصر الولاة يطلق المؤرخون مصطلح "عصر الولاة" على الفترة التاريخية الممتدة بين نهاية الفتح الإسلامي على يد الفاتحين من العرب، وبين قيام أول دولة مستقلة فيه،وهي الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى. وقد استغرقت هذه الفترة الزمنية بين سبعين وثمانين سنة.
هذه الفترة التاريخية شهدت صراعا بين العناصر المختلفة التي كونت بنية المغرب الحديث العهد بالإسلام. فبعد الفتح الإسلامي واجهت المغرب مشاكل عديدة، منها ذلك الصراع الذي نشب بين السكان الأصليين لهذه المنطقة وهم البربر وبين العرب ذوي الأصول العربية كالعرب البلديين والعرب الشاميين الذين استوطنوا هذه المنطقة بعد الفتح الإسلامي، وهؤلاء لم يعترفوا للبربر بحقوقهم. لذلك كان لزاما على البربر –وهم السكان الأصليون لهذه المناطق- بعد أن أسلم الكثير منهم، أن يحددوا مكانتهم من هذه الدولة، وحقوقهم ودورهم فيها بعد أن دخلوا عالم التاريخ. الأمر الذي أدى إلى نشوب صراعات على شكل ثورات في جبال الريف المتاخمة لطنجة وسبتة، وامتدت في المناطق الجبلية الموازية لساحل المحيط الأطلسي. وهكذا كان منطق الصراع والتجاذب هو المنطق السائد خلال هذه الفترة التاريخية..
وفي العصر الأموي تمسك الخلفاء الأمويون بالمغرب كله والأندلس جميعا، وبذلوا كل ما في جهدهم بغية المحافظة عليه تحت لواء مذهب السنة والجماعة. على خلاف الدولة العباسية التي وقفت عند حدود المغرب الأوسط، ولم تستطع قواها أن تتخطى ذلك الحد. لأن همها الأكبر كان متجها نحو منطقة آسيا وبالضبط إلى العراق ونواحيها، لذلك لم تول اهتماما كبيرا للمنطقة المتوسطية..
ومع ذلك فإن بني العباس قد استطاعوا أن يحافظوا على هوية هذه المنطقة السنية أمام ذلك السيل الجارف من التيارات والمذاهب، وإن استمرت المنطقة خلال هذا العصر -أي عصر الولاة- مسرحا لصراعات مريرة بين مختلف الطوائف والأجناس والعقائد. وانتهى عصر الولاة بالنسبة للمغرب الأقصى بقيام الدولة الإدريسية، التي سعت جاهدة للقضاء على مختلف الفرق الضالة والمنحرفة. | |
|