إن سرطان المعدة هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم بعد سرطان الرئة حيث إنه يسبب الموت لما يقارب مليون شخص سنويًا. لقد انخفض وتراجع سرطان المعدة بصورة كبيرة في الدول الغربية وأميرك، وهو يعتبر ثامن أنواع السرطانات بين البالغين في المملكة المتحدة وأميركا، ولكن أكثر السرطانات انتشارًا في كوستاريكا واليابان وكوريا والصين وشيلي وأيسلندا، حيث يصيب عادة الأشخاص ما فوق 45 سنة، وهو أكثر انتشارًا بين الرجال. لا توجد إحصائيات حتى اليوم من الدول العربية عن مدى إنتشار سرطان المعدة، لكن هناك دراسة صغيرة من منطقة عسير السعودية تبين بأنه سادس أنواع السرطانات في المنطقة. وفي إيران، هناك أكثر من دراسة تبين بأنه السرطان الثاني بعد سرطان الثدي لدى النساء وسرطان الرئة لدى الرجال، وهو كذلك ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في تركيا ومع ارتفاع في معدل الوفيات.
أسبابه:
لسرطان المعدة أسباب متعددة ومتداخلة مع بعضها ومنها:
١- العدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري- الملوية البوابية:
ويعتقد أن الإصابة بجرثومة الملوية البوابية التي تعيش في الغشاء المخاطي للمعدة عامل الخطر الرئيسي في حوالى ٥٠- ٨٠ % من سرطانات المعدة في العالم - وبخاصة في اليابان- وهي كذلك المسببة بنسبة ١٠٠ % لسرطان المعدة اللمفاوي، حيث بعلاجها يشفى المصاب بشكل كامل من هذا السرطان النادر. ولذا تصنفها منظمه الصحة العالمية WHO عامل مسرطن من الدرجة الأولى.
والجدير ذكره بأنه ولأسباب عديدة هناك الملايين من الناس المصابين بهذه البكتيريا ولكن لحسن الحظ ولأسباب غير واضحة فإن معظمهم لا يصابون بأعراض أو بسرطان المعدة كما هي الحال في الهند وباكستان.
ومن اللافت للإنتباه أنه في دراسة حديثة نشرت في مجلة لانست الطبية البريطانية تبين أنه بمكافحة جرثومة الملوية البوابية هذه ينخفض خطر حدوث سرطان المعدة إلى الثلث. ويقول الدكتور نيكولاس تلي من مايو كلينيك- الولايات المتحدة الأميركية في تعليق له عن خطر الملوية البوابية: ليس هناك دليل طبي أفضل بأن القضاء على جرثومة هليكوبكتر بيلوري يمكن أن يقي من الإصابة بسرطان المعدة في المناطق المعرضة للخطر، لكن للأسف ليس هناك عمل جدي في هذا المجال. وهناك بعض العلماء من يصنف خطر جرثومة الملوية البوابية على الأنسان مثل جرثومة السل المميتة ويطالب بمكافحتها.
2- النظام الغذائي:
تختلف الإصابة من بلد لآخر في أنحاء العالم و إلى حد ما يمكن تفسير ذلك بسبب تباين النظام الغذائي والنظافة وبنسبة العدوى بجرثومة الملوية البوابية وهذا ما قد يفسر انخفاض حالات سرطان المعدة في بريطانيا وأميركا كثيرا منذ عام ١٩٣٠. ويبدو أن الفواكه والخضروات الطازجة تقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة وقد يكون ذلك لأن هذه الأطعمة تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين C حيث أن الحد الأدنى الموصى تناوله يوميًا هو ٥ أجزاء من الفواكه والخضروات.
بينما سرطان المعدة فهو مازال مرتفعًا جدًا في اليابان وكوريا بسبب ملوحة الأطعمة الشعبية وطرق حفظها وأيضًا لنقص تناول الفاكهة والخضروات و لاستخدام المعلبات والمواد الحافظة للأطعمة.
٣- التدخين:
يمكن للتدخين أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة ويعتقد أنه نحو ١ من ٥ حالات من سرطان المعدة في أوروبا سببها التدخين. وإذا كان المدخن مصاب بجرثومة هليكوبكتر بيلوري فيرتفع الخطر إلى ١٧ مرة، حيث أن هذه نقطة يتجاهلها الكثير من الأطباء.
٤. العمر:
العمر عبارة عن عامل خطر هام لسرطان المعدة حيث أنه نحو ٩ من ١٠ حالات (٩٠ ٪) يتم تشخيصها بعمر أكبر من ٥٥ سنة. أما في اليابان وبسبب إنتشاره فهناك نظام لتنظير المعدة لأعمار أكبر من ٤٠ سنة لكشفه باكرًا وذلك على مبدأ تنظير القولون ذاته لكشف السرطان المبكر.
٥. ظروف طبية: وتشمل الأصابة بفقر الدم الخبيث أو وجود قصة قرحة في المعدة في الماضي.
٦. وجود قصة عائلية للمرض:
إن تاريخ الأسرة مهم و ينظر إليه على انه احد عوامل الخطر لسرطان المعدة، وليس واضحاً فيما إذا كان هذا بسبب الوراثة ، أو لأنها تتقاسم مع عوامل الخطر الأخرى كالعدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري...الخ، و يحصل سرطان المعدة هنا بأعمار أصغر سنا، مثلا ٣٠ بدلا من ٧٠، وربما بسبب الطفرات الجينية لسرطان المعدة. لذا يفضل الكشف عن وجود العدوى بجرثومة هليكوبكتر بيلوري عند أهل المصاب وعلاج كل أفراد العائلة المصابين بها إن وجدت
٧. انخفاض الحصانة: بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز أو بعد زرع الأعضاء.
٨. طبيعة العمل: الأشخاص الذين يتعرضون أثناء العمل لغبار المعادن والتعدين واستغلال المحاجر أو قطع الحجارة.
٩. زمرة الدم من النوع A.