أصيبت جماهير نادي وفاق سطيف بحالة من الذهول سهرة أول أمس بسبب الوجه الشاحب الذي ظهر به بطل العرب أمام فريق الترجي التونسي الذي مرغ أنف النسر الأسود في التراب وأعطاه درسا في كرة القدم لن ينساه أبدا.
حيث تعجب عشاق الكحلة من حالة الشلل التي أصيب بها رفاق الحاج عيسى الذين بدوا ضعافا أمام الترجي الذي ظهر قويا بصورة غير متوقعة تماما وهو ما يعني بان الخصم درس طريقة لعب الوفاق جيدا وتمكن من شل قدراته نهائيا في الوقت الذي تغنى الفريق السطايفي ومسؤولوه وطاقمه الفني بأنهم درسوا الخصم وتابعوا لقاءاته جيدا من دون جدوى، وهذا الأمر الذي خلق زلزالا حقيقيا في سلم ثقة الأنصار في فريقهم الذي كان إلى وقت قريب كالأسد أمام سرت الليبي مثلا قبل أن يظهر كالقط أمام الترجي...
آيت جودي يتحمل التكتيك ويحمل اللاعبين الباقي
وفي الوقت الذي حاول المدرب آيت جودي تبرير انتكاسة فريقه بميدانه وأمام جماهيره بقوله " لعبنا بخطة 4 ـ 4 ـ 2 وتركنا مساحات فارغة للخصم الذي شكل لنا قوة ضغط وبريسينغ كبيرة، ورغم أني أتحمل مسؤولية التكتيك في المباراة إلا أن لاعبي لم يتحركوا ولم تكن لهم الإرادة الكافية لمجابهة المنافس الذي كان صلبا لل غاية" قبل أن يعترف آيت جودي قائلا "اعتقد بأن الأزمة الأخيرة والضجة التي حصلت في داخل النادي أثرت سلبا على اللاعبين الذين لم يظهروا بالمستوى المطلوب".
الجماهير تطالب برأس المدرب والمساعد
من جهتهم، الأنصار هتفوا بقوة ضد المدرب آيت جودي وكذا المساعد مليك زرقان اللذان حملاهما مسؤولية ما حصل خاصة آيت جودي الذي شن عدد كبير من الأنصار هجوما عنيفا عليه وحملوه وزر النتيجة ووزر الخيارات التي تمت بعدما أعابوا عليه كذلك عدم تمكنه من تفجير طاقات التعداد الذي يملكه والذي يعد الأحسن وطنيا، فيما انتقدوا أيضا التغييرات التي أحدثها والتي لم تكن موفقة إطلاقا وكان الأجدر به مثلا الاعتماد على بن شادي المعروف بقوته وجهاده الأكبر في المنافسات الساخنة وكذا أكساس وعدم إخراج الحاج عيسى الذي كان شعره الميزان، علما بأن زياية لم تصله أي كرة دقيقة بإمكانه تحويلها إلى هدف وهذا ما يعني بأنه حتى مجموع اللاعبين كان مكبلا في المواجهة الأخيرة وكان الأضعف تكتيكيا وبدنيا في ظل سيطرة الترجي على الكرات خاصة العالية.
الترجي غادر متأخرا بسبب الطائرة الخاصة
على صعيد آخر، لم يتمكن الوفد التونسي من المغادرة وفق البرنامج المسطر، حيث تخلفت الطائرة الخاصة التي تقلهم عن الحضور وهو ما شكل مفاجئة لبعثة الترجي قبل أن تتدخل إدارة الوفاق في ساعة متأخرة من سهرة اللقاء وتكفلت بالوفد الرسمي الذي كان مقيما بفندق الريف لتفادي رجوعه إلى العلمة مجددا، واختير فندق سيتيفيس للإقامة على نفقة إدارة سرار، فيما عاودت البعثة التنقل صبيحة أمس لمطار سطيف الذي غادرته في حدود العاشرة صباحا منتشية بالانتصار المحقق في انتظار كلمة الفصل في لقاء العودة يوم 26 أفريل الجاري.
الأمل قائم لتحقيق المفاجأة في تونس
ومهما قيل عن اللقاء يبقى الأمل قائما في قدرة أبناء عين الفوارة على تحقيق المفاجأة كما اعتادوا على ذلك عدة مرات خاصة وأن الكحلة تحسن التفاوض فوق الميدان خارج أرضها أين سيكون الضغط على المنافس والتحرر جهة السطايفية الذين يجب عليهم الاستفادة من دروس مواجهة أول أمس التي كشفت عن ضعف كبير في خطوط الفريق وبينت بأن التحدي الحقيقي لمعرفة قوة الوفاق هي المنافسات القوية مع الفرق الكبرى مثل الترجي أو غيره من الفرق ذات الوزن الثقيل وليس الأنصار اللبناني أو المريخ أو حتى المونستير وسرت، وهو درس جيد جاء في الوقت المناسب ليضع رفاق زياية أرجلهم فوق الأرض ولا يغتروا كثيرا بما حققوه لأن مات هو قادم أخطر على جميع الأصعدة.
لا عذر أمام أهلي البرج
وبالنسبة للسطايفية، فإن إن غفروا الزلات التي وقعت أمام الترجي التونسي الذي يمكن استدراكها في لقاء العودة فإنه لا عذر أمام لقاء الكأس مع الغريم أهلى البرج يوم 23 أفريل حيث أن سيناريو إقصاء الوفاق على يد البرايجية سيكون كارثة فنية على كرة القدم السطايفية التي تبقى مطالبة بالمحافظة على ما حققته من مسار سار لحد الآن والعبرة بالخواتيم يا سرار.