لا شك انك تتذكرين الراحلة غرايس كيلي في لقطة من فيلم «القبض على لص» الذي مثلته مع الراحل كاري غرانت في مونتي كارلو.
فاللقطة راسخة في أذهان العديد من هواة الأفلام الكلاسيكية، نظرا للمناظر الرائعة التي صورت فيها، وهما في سيارة مكشوفة، وبالنسبة للمرأة كان مظهر غرايس كيلي بنظاراتها الكبيرة والإيشارب الذي لفت به شعرها بطريقة اصبحت مرتبطة بالمرأة الأنيقة في المنتجعات النخبوية.
ولأن الموضة الحالية تحن إلى الرومانسية، فقد كان لا بد ان يعرف الإيشارب انتعاشا في الآونة الاخيرة، السبب الذي يفسر أنه، مثل الكثير من الأشياء التي تجاوزت وظيفتها الأصلية، لم يعد استعماله يقتصر على تزيين الرقبة أو الحماية من قرس البرد، أو حتى للتمويه على شعر غير مرتب وحمايته من تغيرات الطقس وما شابه من أمور، فقد تسلل إلى المواسم الأربعة من باب الموضة الذي أصبح مشرعا لأي جديد يزخر بالألوان الصاخبة والفنية العالية.
وطبعا لا يمكن لأي احد ان ينكر بأن هذه القطعة الصغيرة تتمتع بهذين العنصرين وأكثر، بدليل إيشاربات «هيرميس» التي تعتبر لوحات فنية قائمة بحد ذاتها مرسومة باليد على أقمشة من الحرير أو الكشمير بأشكال مستوحاة من الطبيعة وغيرها.
وهذا ما يجعله الأكثر مبيعا في العالم، إذ يقال ان إيشاربا من «هيرميس» يباع كل 25 ثانية، وهو الأمر الذي لا يصعب تصديقه أو تفسيره.
فمن لا تستطيع اقتناء حقيبة «البيركين»، التي تحتاج إلى انتظار طويل قبل الحصول على واحدة منها عدا عن سعرها الذي يقدر بآلاف الدولارات، تحاول ان تقنع نفسها بأنها دخلت نادي «هيرميس» للأناقة من خلال إيشارب صغير يكلف مئات الدولارات لكنه يبقى أهون وأرخص من أي قطعة أخرى.
لكن، كما لم يعد الإيشارب يقتصر على فصلي الخريف والشتاء او على المنتجعات الصيفية المرفهة، فهو ايضا لم يعد يقتصر على دار «هيرميس»، بدليل ان العديد من بيوت الأزياء لحقت بركبها، وأصبحت تطرح كل موسم إيشاربات تكاد تضاهيها جمالا وفنية، مثل لوي فيتون، ديور، شانيل وهلم جرا، مما لا يترك أي شك بأن هذا الاكسسوار سيحفر له مكانة طويلة الأمد من بين باقي الاكسسوارات.
منذ سنتين تقريبا لا تتذكرين عرض كريستيان لاكروا، منذ بضعة مواسم، الذي استعمله ملفوفا على رؤوس عارضاته بشكل رائع.
غير أن استعماله لم يتوج الرأس فقط بالنسبة لباقي بيوت الازياء، فمنهم من استعمله كطوق للشعر، مثل دار «كريستيان ديور»، ومن استعمله حول العنق أو عوض حزام مثل «أسبري» وغيرها.
وفي كل الحالات، كانت النتيجة مبهرة ورائعة تؤكد بأنه يمكن ان يضفي الكثير من الأناقة على أي زي مهما كان بسيطا، والجاذبية والإشراق على الوجه، خصوصا إذا كان بالوان تتناغم مع لون البشرة.
ولأن وظيفته تجاوزت العملية إلى الزينة هذا الموسم، فإن اختياره بألوان فاتحة ومشعة يصبح ضرورة وليس خيارا في ظل موضة ألوان قوس قزح الصارخة، لا سيما انه يمكن ان يعوض عن ارتداء فستان متوهج، مثلا.
أما إذا كانت الإمكانيات لا تسمح بشراء إيشارب من «هيرميس» أو غيره من بيوت الازياء العالمية، فيمكن شراء واحد من الكتان، إذا كانت النية استعماله للشعر، على ان تتجنبي الخامات الرخيصة مثل البوليستر وغيرها.
تجدر الإشارة هنا إلى انه كغيره من الاكسسوارات، بدأ يعرف طريقه على شرائح مختلفة من الفتيات بفضل نجمات من مثيلات مادو