هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الاقتصاد السياسي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ايناس الجزائرية
المشرفة العامة
المشرفة العامة
ايناس الجزائرية


انثى عدد الرسائل : 363
العمر : 40
البلد : الجزائر
الجنس : أنثى
البلد : الجزائر
. : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 1029247111
دعاء : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Ae233da6ff
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاقتصاد السياسي   الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين مارس 02, 2009 10:15 pm

_ حماية التجارة الانجليزية باصدار عدة قوانين و من أهمها "قانون الملاحة الذي اصدره كرومبل سنة 1651 و الذي ينص على مايلي:

أ_ أن تكون البواخر العاملة في مجال التجارة بين انجلترا و مستعمراتها مملوكة بكاملها لمواطنين انجليز.

ب_ ان تكون ثلاثة ارباع طاقم هده السفن من فنيين و اداريين.....الخ. من الرعايا الانجليز.

جــ _ ان يتم نقل السلع المستوردة من الخارج الى انجلترا على سفن انجليزية او على سفن مملوكة للدول المنتجة لتلك السلع . و بما أن الملاحة البحرية التجارية كانت بيد الهولنديون و كانت اغلب الدول المصدرة لا تملك أسطولا تجاريا فانها لكسب السوق البريطانية كانت تقبل بهذا الشرط في التعامل و كان الخاسر الوحيد هنا هم الهولنديين حيث اثرت هذه القوانين على ملاحتهم التجارية.

2_ اعفاء من الضرائب الجمركية لكل البضائع المصدرة من انجلترا نحو الخارج أو تلك البضائع التي تدخل الى انجلترا لتجري عليها بعض التحويلات ثم يعاد تصديرها و فرض ضرائب جمركية مرتفعة على جميع السلع المستوردة.

3_ تطبيق ما يسمى بالميثاق الاستعماري و من أهم مبادئ هذا الميثاق:

أ_ تمنع على المستعمرات اقامة صناعات تحويلية على اراضيها بل يجب تصدير هذه المواد الأولية الى انجلترا كي تقوم هذه الأخيرة بتصنيعها و اعادة تصديرها الى المستعمرات كسلع نهائية.

ب_ ان التجار المنتمون الى انجلترا ملتزمون بشراء منتجات المستعمرات التي تتبع انجلترا و لا يسمح لهم بشرائها من مستعمرات دول أخرى.

جـ _ ان جميع السلع التي تصدر الى المستعمرات لا بد ان ترد اليها من الدول الاستعمارية أو عن طريقها ، و لا بد أن تكون مشحونة على سفن تابعة لهذه الدول.

و لقد تميزت الميركانتيلية الانجليزية بعدة خصائص أهمها:

1_ اتجاه واضح نحو الحرية في تنظيم الاقتصاد.

2_ هناك اعتقاد بأن زيادة السيولة النقدية سوف تؤدي الى انخفاض نسبة الفائدة و بالتالي تشجيع الأعمال و زيادة الانتاج و هي الأفكار التي طرحها Josias Child .

3_ قناعة الاقتصاديين الانجليز بان حركة انتقال المعادن الثمينة تخضع الى قانون طبيعي.





3 - خصائص المذهب الميركانتيلي:

ان العرض البسيط للمذهب الميركانتيلي يوضح لنا بأن هذا التيار لم يتكون دفعة واحدة و ان حدوده لم تتضح في وقت واحد حيث أنه خضع لتطورات طويلة ،كما جاءت افكار كل اقتصادي في تلك الفترة انعكاسا لمصالح البلد الذي ينتمي إليه.

و بغض النظر عن أوجه الاختلاف بين الكتاب الميركانتليين في آراءهم حول الموضوعات الاقتصادية الا أنه ثمة أفكار مشتركة بينهم. و هي تشكل خصائص عامة للمذهب الميركانتيلي يمكن تلخيصها فيما يلي:

1_ هو مذهب نقدي:

فالمذهب الميركانتيلي يرى بان المعادن الثمينة (الذهب و الفضة) هما عماد الثروة ، و ان هدف النشاط الاقتصادي هو الحصول على أكبر كمية من هذه الثروة التي تتخذ شكل النقود المصنوعة من المعادن الثمينة ،و حسب الميركانتليين فان النقود هي مستودع للقيمة و ليست أداة مبادلة.

2_ مذهب وطني:

فالمذهب الميركانتيلي كان مهتما بمصلحة الوطن قبل الأفراد مع الاعتراف بالتضارب بين مصالح الدول المختلفة.

3_ هو مذهب تدخلي:

فالميركانتلييون ياكدون على ضرورة تدخل الدولة في الاقتصاد بهدف زيادة الثروة عن طريق التجارة الخارجية و لتحقيق هذه السياسة فانه يجب على الدولة أن تتخذ كل التدابير و الاجراءات اللازمة لتشجيع صادراتها نحو الدول الأجنبية مع وضع كافة العراقيل لمنع دخول الواردات و هذا ما يحقق فائض في الميزان التجاري.

4_ هو مذهب شمولي:

ان المذهب الميركانتيلي مذهب شمولي لانه لا يعني بتصرفات الأفراد او المشاكل الاقتصادية على صعيد الوحدات و لكنه يهتم بواقع الأمة و بالاقتصاد الكلي، أي أنه نظرة كلية للاقتصاد (Macroeconomique) .

5_ هو مذهب حركي:

فالمركانتلييون اتجاه حركي يبحث عن الطرق لزياد ثروة الأمة و يعبر في الواقع عن سياسة معينة أكثر مما يعبر عن نظرية و لا يرى الاشياء في سكونها بل في حركيتها الدائمة،فالتصنيع و التجارة و عدد السكان كلها عناصر مرتبطة بالتغير الدائم للاقتصاد الوطني.

4_ الانتقادات الموجهة للمركانتليين :

لقد كان النقد الموجه الى الميركانتليين منذ بداية تطبيقها كسياسات اقتصادية و ظهرت منذ ذلك التاريخ ثغراتها العديدة و ما وصلت اليه سياستها على الوضع في اوروبا و في العالم و يمكن ايجاز أهم الانتقادات فيما يلي:

1_ لم يتطرق الميركانتليون الى دراسة موضوعية لمسألة القيمة ،لذلك أخطئوا في تفسير قيمة النقود نفسها التي وجدها في الخصائص الطبيعية للذهب و الفضة.حيث ضبطوا الثروة بالنقد و اولوا الأهمية الخاصة للذهب و الفضة و اعتبروا النقود مقياسا للثروة في البداية و أداة للتبادل فيما بعد و لكنهم لم يدركوا وظيفة النقد كمقياس للقيمة.

ان هذ النظرة الى النقود نظرة خاطئة لان ثروة الأمة تشتمل في قدراتها الإنتاجية لا فيما تمتلكه من معادن ثمينة و يرى البعض أنه من الممكن أن تكون لبلد ما ثروة كبيرة ناتجة عن ضخامة قدرتها الانتاجية و تزايد مستوى انتاجها الحقيقي بالرغم من أنها لا تكون مالكة لكمية كبيرة من الذهب و الفضة.

2_ اثبت نقاد المذهب الميركانتيلي خطأ السياسة المتبعة من طرفهم و المتعلقة بمبدأ تحقيق الفائض في الميزان التجاري على وجه الاستمرار و ما يعنيه ذلك من إمكانية الاستمرار في الحصول على الذهب و الفضة من الخارج فحسب دافيد هيوم David Hume ان تكوين الفائض في الميزان التجاري و الحفاظ عليه دوما لن يؤدي الى زيادة في القدرة على تعظيمه بل الى تقليصه بالضرورة ،اما الذي يدعو الى ذلك فهو أن الزيادة الكبيرة في المعادن الثمينة المتدفقة من العالم الخارجي الى داخل الدولة سوف تؤدي الى ارتفاع مستويات الاسعار فيها، و هذا ما يضعف قدراتها التصديرية مما ينجز عنه تناقص الفائض المحقق فعلا بدلا من تزايده.

3_ ان التطبيق العملي للسياسة الاقتصادية للمركانتليين في دول اوربا كشف عن العديد من السلبيات أهمها:

أ_ تفشي ظاهرة التضخم النقدي:

لقد اهتمت اسبانيا باستيراد الذهب من مناجم المستعمرات التابعة لها و لكنها لم تبذل اي محاولة لتدعيم النشاط الاقتصادي و زيادة المنتجات حتى يمكنها ان تحقق التوازن بين التدفقات النقدية و التدفقات السلعية الى السوق لكي تحول دون بروز ظاهرة التضخم النقدي.

فالوضع السائد في اسبانيا كان يتصف بزيادة في كمية النقود الذهبية فى التداول لا تصاحبها زيادة في كميات السلع المتدفقة الى السوق مما انجر عليه ارتفاع كبير في الأسعار و انخفاض في القدرة الشراءية للنقود ،و تدهور المستويات المعيشية لذوي الدخل المحدود.

ب_ تدهور الأحوال المعيشية للمزارعين في فرنسا حيث كانت تسعى الى تدعيم قدراتها التصديربة للسلع الصناعية عن طريق المحافظة على اسعار منخفضة للمنتجات الزراعية،مما أدى الى تدني دخول المزارعين و تدهور أحوالهم المعيشية ،و هذه كانت سياسة Colbert الداعي الى جعل الصناعة في خدمة التجارة عرضة للنقد حيث أنها اثرت على المزارعين في سبيل تدعيم الصناعيين ،كما أن هذه السياسة ادت الى افتقار الفلاحين و إهمال الزراعة و هذا ما يفسر ردة فعل الفيزوقراط و اهتمامهم بالزراعة و المزارعين و اعتبارهم القطاع الزراعي وحده المصدر المنتج الصافي.

جـ _ استغلال المستعمرات:

بالنسبة للدول المستعمرة التي كان شعارها "التجارة تتبع الحكم" فان الميثاق الاستعماري الذي اتبعته هذه الدول كان السبب المباشر لإلحاق أضرارا اقتصادية و اجتماعية بسكان المستعمرات،اذ كانت هذه الدول المستعمرة تشتري المنتجات بأسعار رخيصة ثم تعيد بيعها لسكان المستعمرات بأسعار مرتفعة محققة من وراء ذلك أرباحا طائلة نتيجة استغلال هؤلاء السكان،مما دفعهم في النهاية الثورة ضد تلك الأوضاع و لعل حرب الاستقلال الأمريكية ضد الاستعمار الانجليزي و الثورات في بعض دول أمريكا اللاتينية خير مثال على ذلك.

4_ ان سياسة الميركانتليين في تركيزها على زيادة التصدير و تقييد الاستيراد بهدف الحصول على المعادن الثمينة من الخارج هي سياسة غير ممكنة التطبيق اذا تطلعت كل الدول الى تطبيقها في نفس الوقت و يرجع السبب في ذلك أنه اذا كانت كل دولة تسعى الى تقييد الاستيراد من الخارج فلن يكون في وسع تلك الدول أن تحقق أية زيادة في التصدير.

5_ و لقد حلت الكارثة الكبرى عندما انتقلت الأفكار النقدية الميركانتيلية التي تعتمد على الذهب و الفضة الى النقد الورقي الذي اصدره الصيرفي الاسكتلندي John Law في فرنسا بموافقة الملك لويس الرابع عشر.

و لقد اعتمد John Law على بعض المبادئ الميركانتيلية فكان يقول " النقد في الدول كالدم في الجسم البشري كلما كانت غزيرة خلقت ثروة و كلما كانت قليلة ولدت فقر الدم في الأعمال بزيادة العملة لا حاجة للمعدن الثمين لأن الأوراق المصرفية هي أكثر عملية و اقل كلفة و لكن كيف نضمن لها قيمتها؟". الدولة هي التي تضمن قيمة العملة يجيب John Law معتمدا في ذلك على مبدأ الدولة القوية الذي هو من صميم النظام الميركانتيلي.

و لكن ثقته بالدولة اطاحت بنظامه ، ذلك أنه عندما حول سنة 1717 مصرفه الخاص " الذي كان يصدر نقدا ورقيا مكفولا و مضمونا" الى مصرف ملكي يصدر نقدا ورقيا لا ضمانة له " كي يسهل الاكتتاب لمساهمي شركات الهند" كان ذلك نهاية النظام لأن اصدار هذا النقد و فقدان ثقة الناس به و التهافت على المصرف و استبداله بالنقود المعدنية أنهت التجربة عام 1723 تاركة وراءها آثار سلبية على الائتمان في فرنسا.

و على الرغم من الانتقادات الموجهة للمذهب الميركانتيلي فان بعض الأفكار التي نادوا بها و السياسات التي سعوا الى تطبيقها اعطي لها اهتمام خاصة على يدي Keynes في استناده على الأفكار المتعلقة بسعر الفائدة في تحليلاته و اتفاقه في هذا الصدد مع Josias Child الى ضرورة تخفيض سعر الفائدة من أجل توفير الأموال اللازمة لدفع الأنشطة الاقتصادية و منع الكساد و الوصول الى الاستخدام الكامل.

و عندما اجتاحت العالم أزمة 1929 (أزمة الكساد العظيم) أخذت دول العالم تتعامل بمعطيات تلك الفترة بالأخذ بأسلوب تخفيض أسعار الصرف لعملاتها في أعقاب خروجها على نظام الذهب في أوائل الثلاثينيات و ذلك بغية تحقيق الفوائض في موازينها التجارية عن طريق زيادة الصادرات لتقييد الواردات و هو أسلوب نادى به الميركانتليون من أجل جمع المعادن الثمينة. مع الاشارة الى أن الافكار الميركانتيلية تطورت من الدعوة الى سيطرة الدولة الى الدعوة الى القانون الطبيعي الذي يحكم الفعاليات الاقتصادية ، و في نهاية المرحلة الميركانتيلية اتجه الفكر من الاهتمام بأمور الدولة الى الاهتمام بالفرد و ضرورة اعطاء الحرية للفرد الذي يعرف مصلحته أكثر مما تعرفها له الدولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايناس الجزائرية
المشرفة العامة
المشرفة العامة
ايناس الجزائرية


انثى عدد الرسائل : 363
العمر : 40
البلد : الجزائر
الجنس : أنثى
البلد : الجزائر
. : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 1029247111
دعاء : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Ae233da6ff
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاقتصاد السياسي   الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين مارس 02, 2009 10:17 pm

_ الفكر الفيزوقراطي "Les Physiocrates"


لقد تميز القرن الثامن عشر بانتشار الروح العلمية في دراسة المجتمع البشري مثله مثل الدراسة المتعلقة بالفيزياء و الكيمياء و العلوم الطبيعية و نشأ اعتقاد بأن نشاط المجتمعات الإنسانية و آالية هذا النشاط تشبه ألية علوم الفضاء. أو كما يعتقد Petty William و François Quesnay بأن هناك تشابه بين جسم الانسان و الجسم الاجتماعي حتى أنهم ذهبوا الى القول بأن هناك " فيزيولوجيا اجتماعية" و حاولا دراسة دوران الدخل بين الطبقات الاجتماعية على طريقة دوران الدم بين أعضاء جسم الانسان اضافة الى أن هناك آخرون حاولوا ايجاد التشابه بين ميكانزمات علم الفلك و الميكانيك و بين " الآليات " الاجتماعية.

و رغم أن البحث عن التشابه بهذا الشكل بعيد عن المنطق و أنه اهمل فيما بعد الا أنه برهان على نية الفيزوقراط Les Physiocrates في تحليل الظواهر الاجتماعية بالاستناد الى قوانين علمية.

و سادت في ذلك الوقت بعض الاتجاهات الفلسفية الحرة في مجال الفكر،فكانت الإشادة بفكرة الحرية على أيدي العديد من الكتاب و المفكرين الذين نادوا بالخضوع الى حكم العقل و المنطق، و نقلوا الى الناس إيمانهم بطبيعة الانسان الخيرة و قدسوا الفرد مجردا من العلاقات الاجتماعية و قد نقل الفيزوقراط هذه الأفكار الفلسفية الى دراستهم الاقتصادية، و لكن الطابع الأساسي الذي تتصف به هذه الأفكار و الذي جعلها متناقضة مع الأفكار التجارية و الطابع الليبرالي ( الحرية) فهي تعتمد على المصلحة الفردية كقاعدة لكن لكل التصرفات الاقتصادية،مما يستدعي الدفاع عن الحرية الفردية و الحيلولة دون تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية. فالحرية الاقتصادية (liberalisme) هي الضمان الأساسي و الوحيد لتوازن القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية.

على أن اتفاق دعاة الحرية الاقتصادية حول تقديس الفلسفة الفردية و عدم تدخل الدولة في الاقتصاد لا يعني أنهم متفقون في كل شيء و خاصة في طريقة التحليل و في النتائج المستخلصة منه،فالحرية الاقتصادية كانت أول الأمر شعارا للفيزوقراط الفرنسيين ثم انتقلت بعد ذلك الى الكلاسيكيين خاصة في انجلترا.

و الفيزوقراطية La physiocratie مدرسة أسسها François Quesnay طبيب لويس الخامس " 1694_1774" و بعده واصل أتباعه توضيح و تعميق أفكار المدرسة الفيزوقراطية خصوصا Le père morabeau "1715_1789" Dupont de Nemours 1739 و le Mercier de la Riviére (1721_1793) و labbe Boudeau الأب بودو (1730_1792) . و من أهم مبادئ و نظريات المدرسة الفيزيزقراطية :

1_ النظام الطبيعي:

الفيزيوقراطية هي علم النظام الطبيعي،ان الفيزيوقراط هم أول من قال بفكرة وجود قوانين طبيعية تحكم الشؤون الاقتصادية،و هذه القوانين لا دخل لارادة الانسان في ايجادها و ارجعت هذه القوانين الى القدرة الالهية .

فالاهتمام الكلي للفيزوقراط حول فكرة وجود قوانين طبيعية تنظم الشؤون الاقتصادية صرفهم من ايجاد تعريف جامع و موحد لهذا" النظام" فالبعض منهم يقول بأنه " النظام الذي يؤمن الملكية و الأمن و الحرية" أو بصورة أدق " هو النظام الذي اراده الله لسعادة البشر هو النظام الالهي". و في هذا يقول M. de la riviére " النظام الطبيعي أو النظام الأساسي هو ذلك النظام الذي لا تستطيع المجتمعات الانسانية الا الأخذ به و هي تسعى لتحقيق مصالحها الحقيقية " ، كما يضيف " أن مصالحنا المختلفة و اراداتنا المتضاربة تجتمع و تتكامل كي تؤمن لكل فرد منا السعادة المنشودة .و ان هذه الاختلافات المبدئية التي تؤدي الى تناغم نهائي تعمه السعادة و البشر هو من ارادة و عمل العناية الالهية التي تود ان يسود الهناء و السعادة، كل فرد من البشر يحيا على الأرض" .

و يمكن تلخيص النظام الطبيعي بأنه :

1_ نظام أساسي:

أي ان كل المجتمعات لابد أن تخضع له حتى تتحقق مصالحها،و ان القوانين الطبيعية الأبدية لن تكون عرضة لاي تغيير أو تبديل.

2_ انه الهي أي النظام الدي أوجدتنه العناية الالهية لسعادة البشر و هذا الطرح هو محاولة من طرف الفيزوقراطية للملائمة بين النزعة الميتافيزيقية باعتبار الإرادة الإلهية و النزعة العلمية باعتبار الضرورة الطبيعية في تحليل الواقع و تطوره.

3_ ان النظام الطبيعي لا يطبق اعتمادا على النصوص الإلهية ، بل يجب معرفة قوانينه بصورة مسبقة حتى لا يقوم الأفراد بمخالفتها و يرى الفيزوقراط بأن هذا النظام و قوانينه يكتشفن بالبداهة و لكن التوصل الى هذه " البديهيات" يتم عن طريق العقل ،فبأعمال العقل نصل إلى الحقيقة و بالتعليم و التثقيف ننشر هذه الحقيقة على الملأ.

و هذا النظام لا يكشف أسراره الا لذوي العقول و الأفكار النيرة و المتفتحة، و هؤلاء هم النبلاء و المالكون و رجال الدين و العلم حسب الفيزوقراط.

4_ ان تطبيق النظام الطبيعي يستدعي بالضرورة وجود سيادة و هذه متمثلة بالملك الذي يجب عليه حماية النظام الطبيعي،و يساعده في هذا العمل النخبة المثقفة المستنيرة.

ان المحتوى الاقتصادي للنظام الطبيعي يمكن تلخيصه في نقطتين:

1_ احترام حق الملكية الفردية كحق أساسي لابد منه لانتاج الثروة.

2_ احترام الحرية الفردية، حيث يترك للانسان الحرية في استعمال ملكياته كيف يشاء و اختبار العمل الذي يريد القيام به. و الفيزوقراط هم الذين وضعوا الشعار الشائع " دعه يعمل،دعه يمر" " laisser faire , laisser passer" أي دعوا الانسان يعمل ما يريد فانه بذلك يحقق المنفعة العامة عن طريق تحقيق منفعته الشخصية،

3-المنتج الصافي: انطلق الفيزوقراط في تحديد مفهوم الثروة من رفضهم للمفهوم الميركانتيلي الذي يخلو من المعادن الثمينة و الثروة،في ذلك يقول quesnay " ان النقود ليست بحد ذاتها سوى ثروة عقيمة و لا يمكنها أن تخلق دخل الا بواسطة البضائع التي تنتجها".

و الثروة حسب الفيزوقراط هي " كمية من المنتجات التي بإمكانها ان نستهلك منها ما يطيب لنا و يدون حساب دون أن يؤدي هذا الاستهلاك الى شح المنبع الرئيسي لهذه المنتجات".

و فيها هذا يضيف M.de la Riviére عن الثروة بانها كتلة القيم التي نستطيع استهلاكها دون ان نفتقر او نعجز عن إعادة إنتاجها باستمرار". فالزراعة هي النشاط الاقتصادي الوحيد حسب الفيزوقراط القادر على خلق الثروة، اما الصناعة و التجارة لا يخلقان شيئا اذ أن كلا منهما نشاط اقتصادي ينحصر دورهما الى تحويل قسم من هذه الثروة و نقلها.

و الثروة اثناء تشكلها تتطلب مصاريف ضرورية " شراء المواد الأولية" السلعة، حصة المزارعين،....الخ.فاذا طرحنا من المحصول المصاريف الضرورية بقي فرق يعادل الزيادة التي تحققت في الثروة و يسمى هذا الفرق المنتج الصافي. و بصورة أخرى فهو يساوي " الفرق بين ما ينفق للحصول على سلعة ما و بين نتيجة العملية الانتاجية التي هي السلعة نفسها" هذا المنتج الصافي هو هبة من هبات الطبيعة، حيث يعتقد الفيزوقراط أن عمل الله الخلاق لا يظهر الا بالزراعة. و قسم الفيزوقراط عوامل الانتاج الى ثلاثة أقسام تدور كلها حول محور واحد هو الأرض:

1_ الأرض: و هي معطاة تقدم الخيرات بصفة عفوية.

2_ العمل: و يعتبر من عوامل الإنتاج اذا انصب على الفلاحة، لأن تلاقي عنصر العمل مع الطبيعة يؤدي الى تحقيق المنتج الصافي اما العمل في القطاعات ألأخرى غير منتج.

3_ راس المال: و يتمثل في الاستثمارات التي يقوم بها المنتجون و حسب الفيزوقراط فانه لا يعتبر من عوامل الإنتاج الا اذا كان على شكل رؤوس أموال عقارية أي متعلقة بالأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايناس الجزائرية
المشرفة العامة
المشرفة العامة
ايناس الجزائرية


انثى عدد الرسائل : 363
العمر : 40
البلد : الجزائر
الجنس : أنثى
البلد : الجزائر
. : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 1029247111
دعاء : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Ae233da6ff
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاقتصاد السياسي   الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Icon_minitime1الإثنين مارس 02, 2009 10:35 pm

[center]وفي الاخير اتمنى ان اكون قد نفعت كل من اراد البحث عن هدا الموضوع خاصة فئة الباحثين الجامعيين
وأعدكم بمواضيع جديدة ومفيدة في كل المستوايات انشاء الله[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المديرة
صاحب الموقع
المديرة


انثى عدد الرسائل : 1243
. : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 1029247111
دعاء : الاقتصاد السياسي - صفحة 2 4b1a85284d
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاقتصاد السياسي   الاقتصاد السياسي - صفحة 2 Icon_minitime1الأربعاء مارس 04, 2009 1:28 pm


بارك الله فيكي على الموضوع المفيد جدا
تقبلي مروري حبيبتي
و مزيدا من التألق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dz-blanche.yoo7.com
 
الاقتصاد السياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: * * * المنتــــــديات التعليميــــة * * * :: البحوث العلمية-
انتقل الى: