عدد الرسائل : 1243 . : دعاء : تاريخ التسجيل : 18/05/2008
موضوع: الآلة الكاتبة الثلاثاء أبريل 14, 2009 8:54 pm
الآلة الكاتبة
تحتل الطباعة اليوم مركزاً متميزاً، بصفتها أفضل وسيلة لنشر العلم و المعرفة . وتُعد الآلة الكاتبة وسيلة من وسائل الطباعة السريعة، ففي فترة من الفترات، احتلت الآلة الكاتبة مركزاً مهماً بين المجموعة المشابهة لها، ولم يكن بد من انتشارها بين أيدي الناس أجمعين؛ خاصة بعد التطور الكبير، الذي طرأ عليها، فاحتلت في كل مكتب، أو غرفة تجارية، أو مؤسسة مصرفية، مكاناً بارزاً، بل كانت المرتكز الرئيسي لأعمال كثيرة، لولاها ما كان النجاح حليف تلك الأعمال.
Old style Hermes typewriter
عقب تطورها الملحوظ، لم تبق تلك الآلة الصغيرة البدائية، بل أصبحت تتألف من مجموعات مقسمة إلى أقسام، يختص كل منها بعمل رئيسي منفرد. فبعد أن كانت الآلة الكاتبة ماكينة صغيرة، تستخدم لطبع رسالة أو تقرير فقط، إذا بها ـ بعد تطورها _أصبحت العمود الفقري للمكاتب والمؤسسات. ومن هنا نجد أن تلك الآلة، التي كانت صغيرة بالأمس، أصبحت اليوم آلات وآلات، منها: الآلة الكاتبة الصغيرة،والآلةالكاتبة المتوسطة، والآلة الكاتبة الكبيرة للمكاتب، والآلة الكهربائية، والآلة الحاسبة،والآلة الجامعة،وآلة جمع النقود، وآلة تنسيق الجداول للمصارف، وغيرها. وتعد الآلة الكاتبة جزءاً مهماً من تاريخ البشرية، لما قدمته من فائدة في الأعمال الكتابية وإنجازها في زمن قصير. فالأعمال الكتابية، التي كانت تستغرق وقتاً طويلاً أصبحت تستغرق وقتاً أقل بكثير، ولهذا قال، رمنجتون، صاحب أول آلة ناجحة "إذا ادخرت في الوقت فإنك تطيل الحياة".
Commercial 1878 model of the Hansen Writing Ball.
ومثل باقي الاختراعات الحديثة، لم تجد الآلة الكاتبة اٍستحساناً كبيراً من المجتمع الدولي والمختصين. وواجهت انتقادات كثيرة، منها أنها تلغي مهارة الإنسان وعمله،.ولم تحقق في بداية ظهورها مبيعات كبيرة، إلاَّ أنها في وقت قصير أثبتت عكس ذلك، وأصبح الاعتماد عليها كبيراً جداً، لما حققته من طفرة حقيقية في مجال الطباعة والأعمال الكتابية. ونظراً لأهمية تلك الآلة، وأنها اختراع أمريكي الأصل، أصبحت مادة ثرية، وجذبت بعض المختصين وجعلتهم يصدرون المراجع والكتب الخاصة بها، وبفكرة اختراعها. وقد جمع بعض المهتمين بالتراث، واقتناء ما هو قديم، بعض الآلات القديمة على سبيل التحف، Antique collection، وأصبح لهم رابطة ومواقع كثيرة على شبكة الإنترنت [1]. كما توجد في لندن بعض المتاحف، التي تضم مجموعة كبيرة من الآلات الكاتبة القديمة.
تاريخ
يعود تاريخ صنع أول آلة كاتبة، حصل مخترعها على براءة اختراع، إلى سنة 1714. فقد كان، هنري ميل، الإنجليزي أول من صمم آله كاتبة، تُعد الأم الأولى لما نراه من الآلات الكاتبة بين أيدينا في الوقت الحاضر.
Japanese typewriter SH-280, a small machine with "only" 2,268 keys.
ولكن نظراً لبعض العيوب، لم تستطع هذه الآلة إثبات جدارتها. ونظراً لأهمية هذا الاختراع، في وقت أصبح كل شيء فيه سريعاً، أخذت طريقها في التطور، فأول آلة كاتبة معروفة للعالم كانت اختراعاً أمريكي الأصل، لمخترع أمريكي يدعى، وليم بيرت، وكان ذلك في عام 1830 وعُرف هذا الاختراع به [[Image:Typebars.jpg|thumb|Typebars which had become entangled when the six وتطبع هذه الآلة حرفاً واحداً تلو الآخر، وكانت تُسمى Typographer، وقد دُمرت هذه الآلة الأصلية في حريق بأمريكا عام 1836. وقد أجريت عليها الترميمات المطلوبة، ويوجد الآن واحدة منها في متحف العلوم بلندن، ضمن مجموعة كبيرة من الآلات الكاتبة العتيقة في متحف سميسوينان Simithsonian National Museum of American History.
Replaceable IBM typeballs with clip, 2 Euro coin to compare
وفي عام 1874م نجح مخترعان من أمريكا هما، كريستوفر شولز Christopher Latham Sholes، وكارلوس جلدن Carlos Glidden، في اختراع أول نموذج ناجح من الآلات الكاتبة. وقد تمكنت شركة تدعى، رمنجتون Remington، من الفوز باحتكار صنع هذه الآلات، وسميت أول آلة في السوق التجاري "رمنجتون"، وهو اسم صاحب الشركة. ويُعد شولز، أيضاً، أول من اخترع لوحة للحروف، وأسماها Qwerty. ومازالت تُستخدم حتى الآن. لكن التطور لم يقف عند هذا الحد، بل أخذ ينمو سريعاً ومتلاحقاً.
طريقة عمل الآلة الكاتبة
الكتابة على الآلة الكاتبة، من أسهل طرق الكتابة، فهي تعتمد على آلية الضرب إلى الأعلى Up Strike Mechanism، أي أنه عند الضرب على مفتاح حرف ما، فإنّ هذا المفتاح يضرب بدوره قضيب الكتابة Type-Bar، إلى أعلى في اتجاه الأسطوانة المثبت عليها شريط التحبير، الذي يتولى طباعة ذلك الحرف على ورقة الكتابة. وعند كل ضغطة تتحرك العربة درجة واحدة في اتجاه اليسار، بواسطة "زنبرك"، حتى تصل إلى النهاية عند نهاية السطر، ثم تعيدها الرافعة الخاصة بترجيع العربة، إلى بداية سطر جديد.