قال أطباء في الجزائر أنّ مرض السليكوز الخطير بات يلاحق نصف حرفيي بلادهم الذين يشتغلون بميدان النقش على الحجارة، وأفيد أنّ الإصابة بمرض السليكوز المميت ناتجة أساسا عن ترسب الغبار المنبعث من الحجارة المنقوشة للرئتين، وما يتسبب به ذلك من مصاعب في علاج هذا الداء.
وأكد الدكتور علي جمال حميزي المختص في الأمراض الصدرية والتنفسية، أنّ نسبة 50 بالمئة من الحرفيين الذين يقومون بنقش الحجارة في مناطق جزائرية متعددة، مصابين بمرض السليكوز بدرجات متفاوتة، وأضاف الدكتور حميزي بمناسبة الأيام الـ18 للأمراض الصدرية والتنفسية، أنّ الوضع خطير إذا ما وضعنا بعين الحسبان بأنّ عدد العاملين في هذه الحرفة يتراوح عددهم بين ألف و1200 شخص.
ويزداد حرج الإصابة بمرض السليكوز لدى نصف هؤلاء الحرفيين، مع كون غالبيتهم يعملون لحسابهم الخاص وغير مؤمنين اجتماعيا ولا مصرح بهم، ما يجعلهم في وضعية صعبة جدا للتكفل بهم من ناحية العلاج وبعوائلهم بعد الوفاة.
ويقول مختصون أنّه لا يمكن الكشف عن مرض السليكوز إلاّ عن طريق الأشعة والمصورة الطبية، كما أنّ أعراض الداء لا تظهر إلا بعد بلوغه مراحل متطورة وتعقد عملية التنفس، وأضاف البروفيسور "محمد عميري" الذي تكفل بما يقارب من 715 حالة، أنه إلى حد الآن توفي 40 شخصا من الحرفيين على نقش الحجارة أصغرهم لم يتعدّ سنه 21 عاما.
ووجه أطباء نداء إلى الجهات الرسمية المختصة لتقنيين حرفة النقش على الحجر وتنظيمها وحماية الحرفيين، بحكم أنّ الواقيات المستعملة من طرف البعض لتفادي تسرب الغبار إلى الرئة، غير خاضعة إلى المقاييس، ولا تحميهم إلا لفترة وجيزة جدا مما يعرض حياتهم إلى الخطر، ويحث أطباء أيضا على تعزيز الوسائل الوقائية وعمليات التحسيس.
موضوع: مرض السليكوز يلاحق نصف الحرفيين في الجزائر 
السبت مارس 28, 2009 12:43 pm